الكعبةُ بعد فتح مكة المكرمة

في عام 8 للهجرة /630 م، عاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى مكّةَ، أمِّ القرى، أرض الهجرة وقِبلة المُسلمين. وكان الفتح انطلاقةً جديدةً لهذا الدّينِ ودخل الناس فيه أفواجًا. وازدادت الكعبة تعظيمًا ورُفع من على سقفها أذان التوحيد، وتسابقت أيدي المسلمين لتلامس جُدرانها طلبًا للرحمة والمغفرة.

وعندما فارقها نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم أوصى أصحابَه بها خيرًا وأودع مفاتيحها عند كبار بني شيبة، مُولِيًا إيّاهم هذا الشّرفَ: فقد كانت فيهم سدانةُ الكعبةِ قبلِ الإسلام.

امتدّت أيادي السُّوء إلى الكعبة المشرّفة في عدّةٍ أحداث وصّراعات، إذ حوصرت وضُربت بالمنجنيق وانهدمت أجزاء من جدرانها، غير أنه سرعان ما كان يعاد بناؤها فيعود إليها بهاؤها.

تنافس الخلفاء والملوك والأمراء على العناية بها، وتناوب على خدمتها السّادة والعامّة، وخُصِّصت لسدنتها صُرّةُ الإنفاق، وكانت تأتيها كسوتها من الحرير والديباج المطرز بالذهب المعطر بالمسك في موكب مهيب قبل بداية كل موسم حجّ.


مصحف شريف مخطوط

المغرب، ٩٦٧هـ / ١٥٦٠م

الدُرّة المكللة في فتح مكة المُشرَّفة المُبَجلة

( محمد بن محمد بن عبد الرحمن البكري، (ت.٩٥٢هـ /١٥٤٦م
مطبعة عثمان عبد الرازق، القاهرة،١٣٠٤هـ/١٨٨٦م

سادن مفتاح الكعبة

كريستيان سنوك هورجرونج (ت. ١٩٣٦ م)
طباعة بتقنية الكولوتَيب، ١٨٨٨ م

مُنَمْنَمة تُصوِّر الكعبة المشرفة

فارس، القرن ١٠–١١ الهجري/ ١٦–١٧ الميلادي