تتسم الكعبة المشرّفة ببساطة بناءها وبجلالة مكانتها، وقد نالت قدرًا وافرًا من الاهتمام بزينتها وزخرفتها وصيانتها على مر العصور. وحظيت الكعبة بمكانة خاصة لدى الحكام منذ زمن بعيد حتى الفترة الإسلامية الراهنة. فقد قدّسها العرب في فترة ما قبل الإسلام وأقاموا لها أسواقًا واحتفالات وكسوها الأنطاع، وزُيّنت بغزاليْن مذهّبيْن. وقد حافظ المسلمون على هذا التقليد عبر تخصيص عائدات الوقف وإرسال الهدايا للاعتناء بكسوة الكعبة.
ويزدان بناء الكعبة بكسوتها التي اهتم المسلمون بحياكتها وزخرفتها. فعلى امتداد فترات مختلفة كُسيت الكعبة بالقباطي ثم بالديباج الأحمر بالإضافة إلى الحرير الأخضر والأسود الذي نراه اليوم. ومن أكثر ما تحلّت به الكعبة، زينة وبهاء، ميزابها الذي يعتبر تحفة مصنوعة من الذهب المنقوش ويقع مصبّه على حِجر النبي إسماعيل عليه السلام.
كما يحتوي سقفُ البيتِ العتيقِ من الدّاخل على مشاجبَ، عُلِقت عليها مجموعةٌ من التَّحف التي أُهديت لها خلال حقبٍ تاريخيّةٍ متفاوتة، وهي عبارةٌ عن أباريقَ وقناديلَ صُنعت من الذّهبِ، والفِضّةِ الخالصةِ، ومن النّحاس، والزجاج. وزائر المسجد الحرام لن تفارقُ حواسَّه رائحةُ المسك والبَخور والعنبَر التي تُعطّرُ بها كسوةُ الكعبةِ الشّريفةِ تكريمًا لها وإجلالًا.
لمزيد من المعلومات، لطفًا اضغط على الصورة المعروضة